محمد الأسيوطي لـ«الملاعب»: لمنع تكرار قضية كتائب برشلونة “بارساجيت”… الرقابة على الإعلام والمدرجات هي الضمانة الأهم للنزاهة المالية وعدم تزييف الوعي
أكد الناقد الرياضي محمد الأسيوطي أن المسؤولين عن تطوير الرياضة يجب أن يضعوا نصب أعينهم ما كشفت عنه قضية “كتائب برشلونة الإلكترونية”، فالتاريخ يعيد نفسه الآن على الملاعب المصرية. القضية الإسبانية لم تكن مجرد فساد مالي، بل نموذج صارخ في كرة القدم الحديثة لتلاعب جديد لا يمر عبر الحسابات البنكية، بل عبر العقول والوعي الجماهيري، واستمرت من 2017 إلى 2020.
وأشار الأسيوطي إلى أن الخطر في كرة القدم لا يأتي فقط من الصفقات المشبوهة، بل من محاولات التحكم في وعي الجماهير وتوجيهها لخدمة مصالح إدارية أو مالية، مؤكدًا أن الرقابة على الإعلام والمدرجات لم تعد رفاهية، بل أصبحت الضمانة الأهم للنزاهة المالية.
وأوضح أن فضيحة برشلونة بدأت عندما كشفت التحقيقات عن تورط الإدارة السابقة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو في التعاقد مع شركة تسويق رقمية لإدارة حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستهداف رموز النادي مثل ميسي وبيكيه وشافي وجوارديولا، وتشويه سمعة معارضي الإدارة، وبث رسائل سلبية لتغيير اتجاهات الجماهير ضدهم، واتهام بعضهم بعدم الولاء في التجديد، وتشويه سمعة نقاد الإدارة ومرشحي الرئاسة وخصوم الانتخابات، وامتد الأمر لانتقاد زوجات اللاعبين وعائلاتهم، وتهيئة الرأي العام لقرارات مثيرة للجدل، من بينها رحيل ميسي.
وشدد الأسيوطي على أن الإدارة خلقت عدوًا وهميًا وحاولت تحويل الغضب الشعبي من سوء الإدارة إلى اللاعبين، إلا أن النتيجة كانت عكسية، حيث تحولت القضية إلى أزمة ثقة وفضيحة إعلامية ومالية، وأثبتت أن أخطر أنواع التلاعب لم يعد ماليًا فقط، بل ذهنيًا وإعلاميًا أيضًا.
وبحسب التقارير الرسمية، فقد اعتقلت السلطات الكتالونية بارتوميو ومديرين آخرين، وأكد نادي برشلونة دعمه للتحقيقات وحل الأزمة.
وتابع الأسيوطي أن التلاعب الرياضي اليوم لم يعد يقتصر على العقود أو الصفقات، بل يمتد إلى توجيه الرأي العام عبر الكتائب الإلكترونية والمدرجات الموجهة، مؤكدًا أن الجماهير تحولت في بعض الأحيان إلى أداة نفوذ مدفوعة الثمن.
وأكد أن الحل يكمن في الرقابة الشاملة والحوكمة الصارمة، ومراقبة الإنفاق الإعلامي للأندية، ومصادر تمويل روابط الجماهير، وأنشطة الكتائب الإلكترونية، مشيرًا إلى أهمية دعم الصحافة النزيهة في كشف الفساد ومساعدة مؤسسات الدولة كسلطة رابعة.
وختم الأسيوطي تصريحه بالتأكيد على أن من يسيطر على قناعات الجماهير يحكم اللعبة من وراء الكواليس ويملك مفاتيح المال والسلطة، لكنه شدد على قدرة الجماهير على استعادة وعيها حين تتكشف الحقائق، مؤكدًا أن الرقابة ليست خصمًا للجمهور بل درعه الواقي، لأن حماية الوعي جزء من حماية اللعبة نفسها.