“الكرة الذهبية 2025: رونالدينيو يعود لتقديم الجائزة وسط صراع بين صلاح ومبابي وديمبلي ويامال”

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025، حيث يُقام حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية (Ballon d’Or) على مسرح شاتليه العريق. هذا الحدث الذي تنظمه مجلة فرانس فوتبول سنويًا يعدّ الأهم على صعيد الجوائز الفردية في كرة القدم، نظرًا لمكانته ورمزيته التاريخية.
رونالدينيو.. أسطورة تعود إلى الأضواء
اللافت هذا العام أن من سيُقدّم الجائزة للفائز هو الأسطورة البرازيلية رونالدينيو، الذي سبق وأن تُوّج بالكرة الذهبية عام 2005. مرور 20 عامًا منذ ذلك الإنجاز يضفي على المناسبة لمسة خاصة من الحنين والتاريخ، إذ يعود الساحر البرازيلي هذه المرة إلى منصة التتويج ليس كفائز، بل كرمز يسلّم الشعلة إلى نجم جديد من جيل مختلف.
المرشحون الأبرز للجائزة
الموسم المنصرم (2024/2025) شهد تألق العديد من النجوم، ما جعل دائرة المنافسة واسعة ومليئة بالجدل. ومن بين أبرز الأسماء المرشحة:
عثمان ديمبلي
قدّم الفرنسي واحدًا من أفضل مواسمه مع برشلونة، حيث كان عنصرًا حاسمًا في الهجوم بفضل سرعته ومهاراته الفردية.
نقاط قوة: ثبات المستوى طوال الموسم – مساهمة مباشرة في الأهداف – أدواره الحاسمة في المباريات الكبيرة.
التحديات: منافسة قوية من زملائه في الفريق (يامال ورافينيا) قد تُقسّم الأصوات بينهم وتقلل فرص فوزه.
محمد صلاح
النجم المصري واصل كتابة التاريخ مع ليفربول، حيث أثبت أنه مازال أحد أفضل المهاجمين في العالم بفضل أرقامه وأهدافه المؤثرة.
نقاط قوة: خبرة كبيرة – أرقام تهديفية وصناعة مميزة – مكانة خاصة كأيقونة عربية وإفريقية قد تعطيه دعمًا جماهيريًا وإعلاميًا واسعًا.
التحديات: التتويج بالكرة الذهبية يحتاج غالبًا ألقاب جماعية كبرى (دوري أبطال أو دوري محلي)، وهو ما قد يؤثر على حظوظه إن لم يحقق فريقه البطولات الكبيرة.
لامين يامال
الموهبة الإسبانية الشابة التي فجّرت مفاجأة في عالم كرة القدم، حيث ظهر بمستويات مذهلة رغم عمره الصغير.
نقاط قوة: موهبة استثنائية – تأثير كبير في مباريات مهمة – يمثل قصة “الصعود المبكر” التي تجذب الأنظار.
التحديات: صغر سنه قد يُضعف من حظوظه أمام أسماء أكثر خبرة وإنجازًا، وقد يُنظر إليه كـ “نجم المستقبل” أكثر من “أفضل لاعب في العام”.
رافينيا
قدّم موسمًا بارزًا مع برشلونة وساهم في الكثير من الأهداف، ما جعله من بين أبرز لاعبي الفريق الكتالوني.
نقاط قوة: استمرارية الأداء – الحضور في المباريات الكبيرة – دور مهم في إنجازات فريقه.
التحديات: رغم تألقه، قد لا يمتلك نفس البريق الإعلامي أو النجومية الواسعة التي يتمتع بها بقية المرشحين، وهو ما قد يضعف فرصه.
كيليان مبابي
النجم الفرنسي الذي انتقل إلى ريال مدريد وأثبت سريعًا أنه قائد الهجوم الجديد، وواصل تألقه بتسجيل الأهداف في كل المسابقات.
نقاط قوة: ماكينة أهداف – شخصية قيادية – يمتلك تاريخًا من الألقاب الفردية والجماعية – “عامل ريال مدريد” يزيد من بريقه.
التحديات: التوقعات العالية دائمًا قد تجعله “مألوفًا” لدى المصوّتين، أي أن بريقه قد يتأثر بالاعتياد على نجاحاته المتكررة.
الخلاصة
حظوظ الفوز متقاربة جدًا هذا العام:
مبابي وصلاح يمتلكان خبرة وبريقًا عالميًا.
ديمبلي ورافينيا يراهنان على نجاح برشلونة.
يامال قد يفاجئ الجميع ويدخل التاريخ كأصغر لاعب يحقق الكرة الذهبية.
الفائز في 2024.. معيار للمقارنة
جدير بالذكر أن الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي كان قد فاز بالكرة الذهبية عام 2024، بعد موسم رائع مع فريقه وتفوّق على البرازيلي فينيسيوس جونيور. ويُعد هذا الفوز مؤشراً على أن دور لاعبي الوسط وحضورهم المؤثر قد يكون عاملاً حاسمًا في معايير الاختيار.
أجواء من الترقب والجدل
الجدل القائم هذا العام يتمحور حول من يستحق الجائزة أكثر:
هل يذهب التكريم لموهبة شابة صاعدة مثل لامين يامال؟
أم يُكافأ ديمبلي أو رافينيا على موسم استثنائي مع برشلونة؟
أم أن محمد صلاح يكتب اسمه بحروف من ذهب كأول لاعب عربي يظفر بالجائزة؟
أم يُواصل مبابي حصد الألقاب الفردية في ثوبه الجديد مع ريال مدريد؟
كل هذه الأسئلة تزيد من حالة الترقب وتجعل من حفل هذا العام واحدًا من أكثر النسخ انتظارًا في تاريخ الجائزة.
بين الحاضر والماضي
اختيار رونالدينيو لتقديم الجائزة يعبّر عن الربط بين الأجيال: من جيل 2005 الذي سحر الملايين بابتسامته ولمساته، إلى جيل 2025 الذي يواصل تطوير اللعبة نحو أبعاد جديدة من السرعة والتكتيك والاحترافية.
يمكن القول إن الكرة الذهبية 2025 لن تكون مجرد مناسبة لتتويج لاعب بلقب فردي، بل احتفالًا عالميًا بكرة القدم ذاتها، وبقدرتها على الجمع بين الأساطير والمواهب الصاعدة تحت سقف واحد، وسط حضور إعلامي وجماهيري عالمي ينتظر لحظة الكشف عن اسم الفائز بشغف.